Tuesday 24 March 2009

عشرة جنيه


الولد: أبي أبي أريد مصرويفي لهذا الأسبوع
 (على وزن أبي أبي أريد أن أعمل في الاطفاء)

الأب: أعطيتك 20 باوند قبل اسبوع

(لأنه يعرف جيدا أن الأب لن يتذكر متى أعطاه مصروفه اخر مرة)
الولد: كانت قبل اسبوعين

الأب: تعال خذ 3 باوندات حتى أسحب من البنك ما يكفيك ويكفي أختك!

الجدة: لا تقصر عليه، تعال يا حبيبي هناك خردة على الطاولة خذها لك.

الأب ينظر الى الخردة، ولم يجد أكثر من 30 بنس

ثم يقول: 30 بنس ما توكل خبز، وهذه الخردة لا نعرف من صاحبها لا يجوز أن نستخدمها

الجدة: خردة وفي بيتكم يعني من أين ستأتي، أكيد ليس من أحد غريب

الأب: ما غريبة الا الشيطان، ولكن الأفضل أن يضعها في صندوق الصدقات

الولد مستغل الفرصة: هناك 10 باوندات على الخزانة ولا نعرف مصدرها، هل لي أن اخذها

الجدة: أكيد

الأب: مالك أمل

الجدة: توكل على الله يا حبيبي ولا تخف الا من الله

الولد يذهب ليأخذها ولا يجدها!

الولد: أين ذهبت!

الأب: يمكن أختك أخذتها

الجدة تسأل البنت: أين العشرة باوندات التي كانت على الخزانة

البنت: I would never take something that doesn't belong to me!

(يعني أنا لا أمد يدي على شيء لا يخصني)

الجدة: تكلمي كويتي مصري حساوي أو حتى عيمي اذا تبين بس لا ترطنين علي الله يخليج وقولي واعترفي أين ذهبت النقود؟

البنت: لو شايفتهم جان خذيتهم وصرفتهم من زمان!

الأب: كأن الترجمة غير دقيقة!

ويبقى في حيرة من أمره، ويحدث نفسه:
عندما نربي أبناءنا في مكانين مختلفين في اللغة والثقافة وحتى في الحس الفكاهي، هل نصنع منهم شخصيات مزدوجة، في هذه القصة هل شخصية البنت الانجليزية عندها التزام في مبدأ الأمانة بشكل أكبر من شخصية البنت الكويتية؟

ربما!

دولة نظام الفوضى!




الأسابيع القليلة الماضية تستحق أن توصف بأنها الأسوأ منذ تحرير دولة الكويت، كثيرون من محللين سياسيين وكتاب اتفقوا على أسباب الأزمة ووجهوا أصابع اللوم نحو الجميع من شعب ومجلس أمة وحكومة، وحتى الاسرة الحاكمة لم تسلم من سهام اللوم والاتهام حتى أن البعض يحملها المسؤولية الكبرى لما حدث على الساحة الداخلية في هذه الفترة. 
لعل ما يجب أن نتأكد منه الان بعد أن هدأت العاصفة ان كانت هذه الأزمة التي بدأت منذ أعوام والتي وصلت الى ذروتها الأسابيع القليلة الماضية قد انتهت بالفعل بحل مجلس الأمة واستقالة الحكومة، أم أنها ما زالت مستمرة ولكنها هدأت قليلا حتى تعود وتتأزم مرة أخرى ونكتشف أن لها نقطة أخرى تعتبر هي الذروة الحقيقية. 
باعتقادي أن ما نعاني منه هذه الأيام هو ذاته ما كنا نعاني منه منذ سنين طويلة وهو عدم احترام النظام وعدم الالتزام بالقانون وذلك على مستوى المواطن أو على مستوى مؤسسات الدولة، ولن تنتهي الأزمة الا من خلال فرض احترام النظام مرة أخرى. الكل يشعر بالظلم اذا لم يأت القانون أو الدستور مفصلا على مقاسه، وتراهم يتجاهرون بكسره ومخالفته دون أدنى حرج أو خجل من ذلك. عندنا قائمة طويلة من المقدسات وكل يوم نضيف لها مقدس جديد لكن الالتزام بالنظام والقانون لم ولن يصبح جزءا من هذه القائمة. 
لا يوجد نظام في العالم يتم التشكيك في صلاحيته في العلن وعلى صفحات الصحف بهذا الحجم كالذي يحصل مع النظام في الكويت. المطبلون للانقلاب على النظام وعلى الدستور لم يستوعبوا حتى الان أن الزمن ليس الزمن وأن العودة الى الوراء مستحيلة، في الثمانينيات كان الناس يسمون من يطلق هذه المطالبات بالحكومي، ولكن اليوم أصحاب القرار في الحكومة وفي مؤسسة الحكم هم من أشد الناس تمسكا بالدستور وبالنظام لأنهم يستمدون شرعيتهم منه ولا أعتقد أنهم يقدرون خدمات هؤلاء المطبلين. وكما أن الزمن تغير فان المصطلح الذي يصف أعداء النظام والدستور يجب أن يتغير أيضا، يمكننا أن نسميها بالانقلابيين أو أي شيء اخر دون الاشارة للحكومة لأنها تبرأت منهم بأكثر من مناسبة. 
هؤلاء الى الان لا يعرفون الفرق بين المطالبة بتطوير النظام وبين المطالبة بالانقلاب عليه، لا أحد ينكر أن في النظام سلبيات كثيرة ولكن هل يجوز نسف النظام من أجل التغلب على هذه السلبيات، الا ينتج الانقلاب على النظام سلبيات أخرى لا نراها الان؟ ان السبيل الوحيد لتطوير النظام واصلاح الوضع السياسي هو الدستور الكويتي، لأن أي عمل من خلاله يعطي هذه الاصلاحات الشرعية التي تجبر الجميع على احترامها والالتزام بها. يجب أن تكون أول خطوة تتخذ في اتجاه الاصلاح هي احترام النظام والالتزام به من قبل الجميع. مشكلتنا كانت وما زالت بسبب الفوضى التي نعيش، لنلتزم بالنظام وبالدستور وبالقانون، ولنر كيف ينصلح حالنا. ماذا لو التزمت الحكومة بمنع الفرعيات وكافحت شراء الأصوات وأقفلت باب الواسطات؟ ألا تتفقوا معي أننا سنحصل على مجلس أفضل من المنحل؟ 

تاريخ النشر : 24 مارس 2009

Friday 20 March 2009

يوم متلازمة الداون



بعد بوست عيد الباي سألتني ابنتي ان كان عندهم أيضا عيد الجبر. لم أسمع عن عيد الجبر (أكيد ماكو لانها راح تمصخ) ولكن هناك شيء مشابه لقصة عيد الباي وأقصد الاحتفال بيوم معين بسبب الأرقام التي يحملها ذلك اليوم في الروزنامة.

اليوم 21 مارس وهو بالاضافة الى انه عيد الأم في الوطن العربي (كل عام وكل الأمهات بخير وخاصة أمي بعد جبدي) وكذلك عيد النوروز الذي يحتفل به الايرانيين (كل عام والعيم بخير) وهو رأس السنة الايرانية، بالاضافة الى كل هذه المناسبات (شهر مارس كله مناسبات يكفي ان عيد ميلاد ماكسميليان فيه :) ) فقد تم اختيار هذا اليوم ليمثل يوم التوعية بمتلازمة الداون (أو الأطفال المنغوليين) وسبب هذا المرض يرجع الى المراحل الأولية من انتاج البويضة، فبدل أن تنقسم كل الكروموسومات بشكل طبيعي لا ينقسم الكروموسوم 21 فتنتج بويضتان واحدة فيها كروموسومان 21 والثانية لا يوجد فيها هذا الكروموسوم فتموت. أما البويضة التي تحتوي على الكروموسوم الزائد فتنتقل من المبيض الى قناة فالوب بانتظارالتلقيح، وبعد التلقيح ينتج عندنا جنين له 3 كروموسومات 21 بدل من اثنين فقط.

ولهذا اختير يوم 21 للاشارة الى الكروموسوم المتسبب بهذا المرض وشهر مارس لأن هناك ثلاثة كروموسومات بدل من اثنين من الكروموسوم 21.

المهم في هذا الموضوع أن تطور وسائل التربية والرعاية الصحية عند الغرب جعلت حياة هؤلاء الأطفال أفضل بكثير من السابق، وقللت معاناتهم بشكل كبير، ولا تزال الدراسات العلمية مستمرة في هذا المجال بهدف فهم أسباب المرض وايجاد طرق للحد من انتشاره وتطوير وسائل الرعاية والاهتمام بالمصابين به. يذكر ان في الماضي كان الذي يولد له طفل مصاب بالداون في بريطانيا يشعر بالعار الى درجة أن بعضهم يخبؤون أطفالهم المصابين بهذا المرض عن أعين الناس، أما الان فالوضع مختلف تماما حيث استطاع أحد المصابين بمتلازمة
الداون وهو بريطاني بالفوز بميدالية أولمبية في أولمبيات 2008 للمعاقين ويعتبر هذا الانجاز دليل على التغير الايجابي الذي طرأ على المجتمع البريطاني بالنسبة لتقبله للمعاقين.

المشكلة التي تطرح هنا هو الفحص المبكر الذي يحدد ان كان الجنين مصاب أو غير مصاب بمتلازمة الداون، لأن هذا الفحص يضع الأم تحت ضغط نفسي كبير، لأن قرار الاجهاض أو الاحتفاظ بالجديد يكون بيدها وحدها!


التلقين والتفكير الناقد



قرأت مقال الزميل عادل بهبهاني المنشور بـ«الدار» قبل ايام على هذه الصفحات والذي جاء بعنوان «التفكير الناقد عند د.صلاح الفضلي»، وقد كان المقال كالبشارة بالنسبة لي لأن هناك في الكويت من أثار هذا الموضوع المهم والذي هو سبب تراجع عجلة التطور التي بدأت سريعة في منتصف القرن المنصرم بسبب اكتشاف الثروة النفطية لكنها تباطأت، بل بدأت تسير في الاتجاه المعاكس للتطور والتنمية. الاختلاف في نمط التعليم واضح لكل من حصل على فرصة التعلم في الخارج، وخاصة من لديه أطفال في سن المرحلة الابتدائية والمتوسطة. فباستطاعة الشخص الذي حصل على هذه الفرصة أن يجري مقارنة بين ما تلقاه من تعليم وبين ما يحصل عليه أبناؤه في مدارس الدول الغربية. حيث إن الهدف من التعليم في الدول المتقدمة هو تأهيل الطالب وتسليحه بمهارات للاستفادة منها في أي مجال يختاره لنفسه في مستقبله. التركيز عندهم على تطوير مهارات الكتابة والقراءة والبحث واستخراج المعلومات من مصادرها بدلا من حفظ معلومات لا فائدة منها. لا يرهق الطالب عندهم بحفظ أناشيد ونصوص دينية، هناك طرق جميلة وسلسة لتدريس الأدب من نصوص قديمة ورواية وقصة وشعر، وكذلك التعليم الديني له مكان في مناهجهم، ولكن ليس بطريقة فرض مجموعة من المعتقدات على كل التلاميذ، فالتعليم الديني يتضمن دراسة كل الأديان ومن ضمنها الدين الاسلامي في سبيل أن يتقبل الجميع المختلف عنهم في الدين والمذهب والمعتقد. التلقين لا مكان له في مدارسهم، حيث تجد الطلبة يناقشون ويحاورون في كل موضوع وفكرة وحتى يعترضون على أفكار المدرس بكل حرية. قبل أيام شاهدت فيلما وثائقيا اميركيا يجري مقدمه بعض المقابلات مع مواطني بعض الدول، وقد تنقل من المغرب ومصر وفلسطين والسعودية الى أن وصل أفغانستان وباكستان. كانت المقابلات كلها مليئة بالاراء المتضاربة والقوية والمزعجة أحيانا والمشرفة أحيانا أخرى، وكل هذا مقبول بل هو المطلوب، الا في احدى الدول العربية الشقيقة التي لها نظام تعليمي مشابه لما لدينا يعتمد على التلقين والحفظ وتجميد العقول. قابل مقدم البرنامج طالبين في الثانوية العامة وطرح عليهما أسئلة تتعلق بالسياسة الأميركية تجاه المسلمين بشكل عام وبدولتهم بشكل خاص، لم يتمكن الشابان من الاجابة على هذه الاسئلة وكان واضحا على وجهيها التردد وعدم القدرة على الحديث ولا أعلم ان كان السبب الخوف من الكاميرا أو عدم القدرة على التحليل والنقاش وابداء الرأي. طبعا مقدم البرنامج قال أن السبب عدم وجود حرية التعبير، وأنا أشك أن يكون هذا هو السبب لأن الأسئلة لم تكن بتلك الدرجة من الحساسية. صحيح أننا لا يمكن أن نستخدم ما حصل في هذه المقابلة على أنه دليل علمي قاطع ونعممه على كل العرب او الخليجيين، لكن على الأقل لنا أن نتصور ما يمكن إن ينتجه نظام تعليمي قائم على التلقين والحفظ. 
من يؤمن بنظرية المؤامرة قد يرى أن السلطة تتعمد باستمرار هذا النظام حتى تبقى العقول مجمدة ولا أحد يناقش أسباب الفساد وغياب الكفاءة وتضييع الثروات والله أعلم. 

تاريخ النشر : 21 مارس 2009

اسم الفلم الوثائقي: Where in the World Is Osama Bin Laden?
لا يطوفكم عجيب!

Friday 13 March 2009

Happy Pi Day







اليوم يعتبر بالنسبة لمجانين الرياضيات عيد الباي، ولمن لا يعرف ما هو الباي، هو نسبة محيط الدائرة الى قطرها. ولأن قيمة باي تساوي 3.14 تم اختيار الرابع عشر من مارس عيد يحتفلون فيه هؤلاء المجانين من كل عام.

لكن هناك من يعترض على اختيار هذا اليوم ويصر على الاحتفال في يوم الثاني والعشرين من يوليو لأن هذا التاريخ يكتب هكذا 22/7 (و22 تقسيم 7 يساوي 3.14!) الظاهر مو بس السنة والشيعة يختلفون على تحديد أيام الأعياد...

---------

وكل عام وانتم بألف خير

طبعا بمناسبة المولد النبوي الشريف

--------

مباراة لفربول وأبناء ابليس اليوم
دعاءكم لفريق الرياييل

Thursday 12 March 2009

هايف معاه حق... يمكن!






للأسف موضوع مهم لهذه الدرجة تحول للتكسب السياسي ولاحراز النقاط في الوقت الضائع بدل أن يدرس ويبحث بطريقة علمية، وأقصد هنا حماية المباني الأثرية. المباني الأثرية تمثل تاريخا طويلا يمتد الى يوم بنائها وأحيانا الى ما قبل البناء، فهي تعكس ثقافة ذلك الزمن وتحكي حكاياته. المباني الأثرية لا أحد يملكها ولا يحق لأي انسان أن يزيلها تحت أي ذريعة، حتى الورثة لا يملكون حق ازالتها، والواجب على الدولة والمجتمع المحافظة عليها وتسليمها وهي بأفضل حاله للأجيال القادمة، فهي ملكهم حتى تصبح هذه المباني بين أيديهم ويتمكنون من دخولها ولمس جدرانها ودراستها وبعد ذلك تنتقل ملكيتها الى الجيل الذي يليهم. 

يعتقد البعض أن في الكويت لا توجد مبان تستحق الحماية لأنها ليست قديمة بما يكفي بالمقارنة مع المباني الموجودة في الدول الأخرى وهذا الرأي يجانبه الصواب، لأن أهمية المبنى التاريخية ليست دائما لها علاقة بعدد سنوات عمره، ولكن هناك عوامل أخرى اذا توافرت تزيد من أهمية المبنى حتى لو كان أحدث من غيره في المنطقة. من هذه العوامل الطبيعة المعمارية الفريدة للمبنى وما يحمله من قصص وتاريخ. 

عندما سألني أحد المقيمين الأجانب عن قصة قصر الشيخ خزعل في دسمان، بعد أن سردت عليه قصة الشيخ خزعل وعلاقته بالشيخ مبارك الكبير الى اخر القصة، قلت له أن المبنى مهدد بالانهيار بسبب عوامل الطبيعة أو معرض للازالة من أجل اقامة مجمع تجاري مكانه. لم يصدق ما قلته له وأعرب عن مدى حزنه وأسفه على هذا المبنى رغم أن المباني الأثرية في بلده يرجع تاريخها الى مئات السنين، ولكن بغض النظر عن عمر هذا القصر الا أنه يعتبر فريدا فهو آخر مبنى في الكويت بهذا الشكل وبهذا التصميم، هذا بالاضافة الى التاريخ الذي ممكن أن يحكيه للأجيال القادمة، وهو جزء مهم من تاريخ دولة الكويت. 


يقال إن الأمم التي تحترم تاريخها وتحافظ على كل ما يرمز لماضيها تعتبر أكثر تحضرا من تلك التي تزيل كل أثر مادي تجده أمامها لذلك الماضي. علاقة الحكومة الكويتية مع المباني القديمة كانت ومازالت غير موفقة، رغم الوعود والعهود وتصريحات بعض المسؤولين الا أن الأخطاء مازالت تحصل بحق ما تبقى من مبان وهي قليلة جدا، عددها لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة. أتذكر أن هذا المقيم الأجنبي بعث لي رسالة يبشرني فيها وهو فرح جدا أن قصر الشيخ خزعل سيتم انقاذه على حسب خبر نشرته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) في تاريخ 8 يناير من هذا العام. قلت له الخبر جيد ان نفذوا وعودهم وبشرط أن يكون الترميم بالطريقة الصحيحة وليس كما فعلوا مع بيت ديكسن الذي حوله الترميم من بيت أثري الى فيلا حديثة. 


قد نختلف مع مقدم الاستجواب سياسيا وفكريا، وقد نختلف معه بالاسلوب الذي اتبعه للتعامل مع هذه القضية، لكن لا يجب أن نقلل من أهميتها، ولا يجوز أن يمر الأمر دون محاسبة المسؤول عن هذا الخطأ. والمسؤول عن الخطأ ليس بالضرورة من أعطى أمر الازالة، المطلوب في البداية معرفة حيثيات الموضوع واذا كان بالفعل المبنى مصنف على أنه أثري واذا كانت هذه المعلومة متوافرة لدى كل الجهات المعنية وبالخصوص بلدية الكويت، فقد يكون المسؤول هو الشخص الذي احتفظ بهذه المعلومة في أدراج وزارة الأوقاف. 

s_waheedi@yahoo.com


تاريخ النشر : 12 مارس 2009

Tuesday 10 March 2009

كلمة في احتفال العيد الوطني

طلب مني أن ألقي كلمة في احتفال نظمته جمعية الطلبة الكويتيين في كاردف بمناسبة العيد الوطني وعيد التحرير، وحسب توقعات الجميع أن طلب كهذا سهل جدا، ولكن هناك مشكلة في هذا الطلب وهي أني شخصيا عندي حساسية من ترديد الشعارات، هذا أولا! وثانيا لا شيء في الكويت يشجع على ترديد شعارات أصبحت بلا معنى. المهم أني ألقيت كلمة وجدها البعض (أو الكل) أنها هجومية ولاذعة ولا تتناسب مع المناسبة. واحد فقط لم يعطيني رأيه في الكلمة، ليس لأن لسانه ينقصه طول ولا لأنه لا يريد أن يضايقني بانتقاده ولكن لأنه لم يكلف نفسه وينتبه حيث كان مشغول بشيء لا يعلمه الا الله. وعدته أن أرسل له الكلمة ولكن قبل أن أودعه قال لي: اليوم مباراة لفربول وريال مدريد، وراح يدعو على لفربول بأن يخسروا المباراة، ولأن دعاؤه له مفعول عكسي (حتى هذه اللحظة النتيجة 3 لفربول ولا شيء لريال مدريد)، قررت أن أضع الكلمة هنا بمناسبة هذا الفوز الكبير.

-----------

كلمة الاحتفال في العيد الوطني وعيد التحرير

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.

أخواني وأخواتي،

السلام عليكم

يشرفني ويسعدني أن أرحب بكم في احتفال جمعية الطلبة الكويتيين في كاردف بمناسبة العيد الوطني وعيد التحرير

في هذا العام تحتفل الكويت بالذكرى ال 48 للاستقلال والذكرى ال 18 للتحرير

في كل عام يأتي عيد التحرير ليذكرنا بالأمل من جديد، يذكرنا كيف عادت الحياة لشعب عانى من الاحتلال لمدة 7 أشهر، يوم التحرير في سنة 1991 كانت الكويت مهدمة، معتدى عليها، أرضها تحترق، وسماءها سوداء من دخان حرائق النفط، لكن الناس كان عندهم أمل كبير بأن كل شيء ممكن اصلاحه وكان الجميع مستعد أن يشارك في ملحمة الاعمار والبناء، وكل ما كانوا يحتاجون اليه قيادة حكيمة تضمن استمرار هذا الحماس، قيادة تضمن استمرار هذا الحس الوطني في نفوس الناس. الان بعد 18 عام من التحرير لا يوجد أثر لحرائق النفط ولا يوجد أثر للمباني والمنشات التي تهدمت على أيدي البعثيين وحتى من تسبب في ذلك الغزو انتقم الله منه وصار تحت التراب، ولكن مع الاسف أصبح الأمل عملة نادرة بسبب التخبط الحكومي وبسبب وصول الانتهازيين الى مجلس الأمة وبسبب تقديم المصلحة الخاصة على مصلحة الوطن. 

رغم هذا كله لا يجوز أن نيأس ولا يجوز أن نفقد الأمل، يجب أن نتمسك في الأمل ولكن يجب أن يصاحب هذا التمسك العمل والجد والمثابرة وأن نؤدي واجبنا اتجاه هذا الوطن.

ومثل ما يذكرنا عيد التحرير بالأمل  فان العيد الوطني يذكرنا بأبو الدستور، أبو الاستقلال، أبو الديمقراطية، أبو النهضة، يذكرنا العيد الوطني بالشيخ عبد الله السالم رحمه الله، ليس لأن ال 25 من فبراير ذكرى جلوسه فقط، ولكن لأن هذا الرجل امن بشعبه وكان يرى أن ثروات هذه الأرض هي ملك الشعب وما هو الا حارس على هذه الثروة.
ومن أقواله رحمه الله: "الحياة الديمقراطية هي سبيل الشعب الذي يحترم إرادته في الحياة الحرة ، ولا كرامة من غير حرية ولا حرية من غير كرامة"

الشيخ عبد الله السالم توفى سنة 1965، أما ذكراه فهي الى الان باقية حية فينا، لأننا ندين له بالكثير، ويكفي أنه امن بحق الشعب في تحديد مصيره احترم ارادته.

اليوم بعد 47 عام من اصدار الدستور لازال البعض يحاول الانقلاب عليه. هذه المحاولات دليل على خلل في مفهوم الوطنية. 
عندما بدأت صحافة الفتن قبل عام تقريبا بالطعن في الولاء وتوزيع صكوك الوطنية، كان هناك من اختلطت عليه المفاهيم وبدأ يعتقد أن الوطنية تعني أن يرضى عليك فلان وفلان. واذا كان هناك من يبحث عن معنى الوطنية، فأن الوطنية معناها بسيط جدا، معناها أن تعبر عن حبك لوطنك من خلال اداء الواجب، ومن خلال احترام القانون والدستور. نعم دستور 1962... المحافظة عليه واحترامه من أهم الواجبات الوطنية.

حب الوطن ليس بترديد الشعارات ولا حفظ الأشعار ولا التغني بالأغاني الوطنية ولا رفع الأعلام ولا تعليق صور الشيوخ، هذا النوع من الحب يعتبر حب مصلحي يزيد كلما زاد عطاء بيت المال ويقل كلما شح العطاء. 

حب الوطن يتطلب الصراحة مع أنفسنا، بأن نعرف أخطاءنا قبل أخطاء غيرنا، أن نعرف ما الذي يحركنا؟ حب الوطن يتطلب أن نغير ما فينا من أخطاء، حب الوطن يتطلب أن نصلح أنفسنا قبل أن نصلح العالم كله.
ولكن
من يحق له أن يعلمنا الوطنية؟ ما هي مواصفاته؟ وما هي وظيفته؟ ما هو مذهبه؟ وما هو أصله؟ 
يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): "أنظر إلى ما قال ولا تنظر إلى من قال"
فقبل أن نصدر أحكامنا على القائل، لنرى أولا ما الذي يريد أن يقوله، واذا كان ما عنده هو الحق فلنتبنى هذا الحق حتى لو لم يعجبنا قائله.

حفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه وشكرا

Sunday 1 March 2009

أقسم... انا بعد وياكم

الموضوع أصبح مستهلك من كثر ما ناقشه الأخوة والأخوات المدوينين، لا يمكن اضافة أي شيء اخر حوله ولكن كل ما أريد هنا هو تلخيص وجهة نظري ببعض النقاط...

ولكن قبل أن أبدأ بكتابة هذه النقاط أود أن أوضح بأن الموضوع قد ناقشناه مع مجموعة من الأعزاء، أنا والعزيز ماكسمليان كنا مؤيدين للحملة في ذلك النقاش والبقية كانوا معترضين... وقد حصل هذا النقاش قبل أن يطرح على صفحات المدونات... يعني مو ردة فعل على ما كتبه الأخوان المؤيدين أوالمعترضين.

1- المعترضون يقولون أن العمل جميل لولا وجود بعض الشخصيات

وانا (والعياذ بالله من كلمة انا) أقول بأن فكرة العمل هي عبارة عن وجود مجموعة من الناس مختلفين في توجاهاتهم وووظايفهم ومذاهبهم وأفكارهم... ليس فقط مختلفين بل متناقضين أحيانا... ولكن هذا الاختلاف لا يجب أن يكون سبب لعدم الاخلاص للوطن. وأعتقد أن بتقبلنا لبعضنا البعض ممكن أن نحقق الكثير.

2- المعترضون يقولون ان بعض من ظهر في الفيديو لا يصلح أن يكون قدوة أو مثال صالح للاقتداء به.

وشخصنا المتواضع يرى أن الالتزام بالقانون والاخلاص بالعمل مطلوب من الجميع ولا يحتاج الى ناس كاملين... كل واحد فينا يستطيع أن ينظر الى نفسه ويقرر ما هو الشيء الذي ممكن أن يساهم فيه من أجل مستقبل أفضل... حتى لو كان يعتبر نفسه أنه انسان عادي ولا يصلح أن يكون قدوة أو انه قد ارتكب أخطاء في الماضي تتعارض مع مفهوم الوطنية.

3- في الظروف هذي الكل متشائم وكما يقال الكل يتعامل مع هذا الوطن على أنه دولة مؤقتة اما من شدة التشاؤم أو بسبب خلل في المبادئ والقيم. هذا العمل يذكرنا أننا باستطاعتنا عمل شيء حتى لو بسيط، حتى لو كانت كل قوى الفساد متحكمة، وحتى لو كانت كل الظروف ضدنا، وحتى لو اكتشفنا أن السياسيين قد خدعونا، هذا كله لا يسقط الواجب عنا.

4- لماذا لا يوجد ولا سياسي في العمل؟ لأنهم قد أقسموا بالسابق بهذا القسم: "أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للوطن والأمير ، وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة ، وأن أصون مصالح الشعب" وليس مطلوب منهم الا الالتزام بهذا القسم.




ما كنت أنوي ان أخوض في هذا الموضوع لو لم يكن الاعتراض على بعض من كانوا في الفيديو لأنهم حصلوا على الجنسية مؤخرا وهناك من قال في هذا الجانب أن هؤلاء لا يجوز لهم أن يعلمونا الوطنية. أعتقد أنهم حصلوا على الجنسية من خلال القانون وكونهم لم ينحدروا من عوائل كويتية لا يجعلهم أقل قيمة من أي انسان اخر، وثانيا أعتقد أن الالتزام في القانون واحترام الاخرين والاخلاص في العمل أمر مطلوب حتى من قبل غير الكويتيين.

----------

موقع اقسم على الرابط التالي:

أقســـم