Wednesday 30 April 2008

مسؤولية الأطباء واحتجاز الدكتور عمران Dr Imran



لماذا أعتقد أن على الأطباء الاعتراض بشدة لما يحصل للدكتور عمران؟
لا أتوقع من كل الأطباء أن يدافعوا عن حقوق الانسان، ولكن أتوقع منهم أن يهتموا بكل ما يسهل أو يصعب علاج مرضاهم.



الأمراض النفسية والعصبية كثيرة ومتنوعة، وكثير من الناس معرضين للاصابة بمرض نفسي في أي مرحلة من مراحل حياتهم. بعض هذه الأمراض النفسية يصاب بها الانسان بسبب عوامل وراثية وبعضها بسبب عوامل بيئية وبعضها الاخر بسبب عوامل بيئية ووراثية معاً. بمعنى أن لا ذنب للمريض بما أصابه. وحتى لو كان هو الذي وضع نفسه في بيئة مسببة للمرض النفسي، لا يجوز للطبيب أن يلوم المريض ولكن عليه أن يبذل قصارى جهده في سبيل علاج هذا المريض وبغض النظر عن أسباب المرض.



من المشاكل التي تواجه من ابتلى بمرض من هذه الأمراض الخوف من العار الذي قد يلحق به ان عرف الناس عن مرضه أو ان عرفوا أنه يراجع طبيب متخصص بالأمراض النفسية. الخوف من العار مبرر لأن مجتمعنا يحتقر المريض النفسي وكأن المرض كان من اختياره. ولذلك تسعى الحكومات المحترمة الى زيادة وعي الناس بما يخص الأمراض العصبية والنفسية وتعليمهم أن المرض النفسي كالمرض الجسدي يحتاج المريض الى علاج والى رعاية ولا يحتاج الى ضغوطات نفسية اضافية بسبب نظرة المجتمع الخاطئة.



محاولة الحكومات المحترمة وبعض المنظمات المهتمة بصحة الانسان العقلية بتغيير موقف المجتمع السلبي اتجاه هؤلاء المرضى يصب في اتجاه تشجيع المرضى على طلب العلاج وعلى الاستمرار به وتحمل كل سلبياته. من الطبيعي أن يحمل الأطباء المختصين بالأمراض النفسية والعصبية هذا الهم أيضا، ومن الطبيعي أن يتمنى هؤلاء الأطباء أن تتغير نظرة المجتمع اتجاه هؤلاء المرضى لكي يسهل علاجهم.



لكن اذا استخدمت الحكومة مستشفى الطب النفسي كعقاب لمن يعارضها، سترسخ مفهوم المجتمع الخاطئ بما يتعلق في هذا المكان وفي كل من يتعالج فيه. بهذا الموقف تسير الحكومة بعكس اتجاه الحكومات المحترمة كالعادة. لذلك يجب على كل المتخصصين في الطب النفسي الاحتجاج على هذا الموقف السيء من قبل الحكومة الذي يعقد عليهم مهنتهم ويصعب علاج مرضاهم.



في هذا الموضوع أنا لا أدافع عن الدكتور عمران ولكن عن شريحة من المرضى يعانون من اهمال حكومي ومن مجتمع قاسي عليهم، بدل أن تغير الحكومة نظرة المجتمع تعطي انطباع أن المرض النفسي عار تسطيع أن تشوه به سمعة من يعارضها.

Monday 28 April 2008

7ads حدس في الميزان

من يبحث عن حقائق تخص حدس فهذا الموضوع ليس له، ومن يبحث عن أخبار جديدة وفضائح جديدة فلن يجدها هنا، أما من عنده الاستعداد لقراءة رأي شخصي كالذي يسمعه في الدواوين وأن يوسع صدره لهذا الرأي فحياه الله.
انقسم المدونون الى قسمين هذه الأيام، فاما مهاجم لحدس بشراسة أو مدافع عنها بعنف شديد وبقينا نحن بينهما متفرجين. ولولا استفسار بعض الأخوة والأخوات المدونين عن سبب هذه الهجمة لبقيت متفرجا ممتنعا عن الكتابة وعن التعليق كذلك باستثناء تعليق واحد فقط يخص حدس مازال عائم في بحر الانترنت لا ينفع ولا يضر.
فالسؤال اليوم لماذا يا ترى هذا التركيز على حدس وفي هذا الوقت بالذات؟
في الحقيقة من يدعي أن هناك تيار سياسي خالي من العيوب فهو مخطئ. كل التيارات لها مشاكلها وكها لها أخطائها، ولكن لماذا حدس؟
أعتقد أن السبب يكمن في ضخامة هذا التنظيم، وكما يقول الدكتور ساجد العبدلي ان حدس من أكبر التنظيمات السياسية ومن الطبيعي من يعمل كثيرا يقع في الخطأ كثيرا. بل أكثر من ذلك فأن لحدس نفوذ يمكنها من السيطرة على المجتمع وعلى مؤسساته بشكل يكاد يفوق السيطرة الحكومية.
حدس بنفوذها كالحكومة في الكويت، هي مفروضة على كل الناس. عادة من يخوض الانتخابات في الدول الاخرى الحزب المعارض ضد الحزب الحاكم، ولكن في الكويت كل من يخوضها يدعي المعارضة ومنافسهم الوحيد هي حدس! لأن حدس لها تأثير مباشر على سياسات الحكومة.
أعلم أن أسباب الهجوم على حدس مختلفة من شخص الى شخص ومن تيار الى تيار ولكن في النهاية الجميع يراها القوة العظمى في داخل الكويت لا يشبهها شيء سوى الولايات المتحدة على مستوى العالم.
بالنسبة لي، أنا لا أراهم الشر المطلق كما يحاول أن يصورهم البعض، بل على العكس من ذلك أجد في شباب حدس الطيبة والأدب والأخلاق وحتى عندما هاجمهم الاخرون التزموا أدب الحوار وهذا في أغلب ما قرأت ولا أستطيع أن أعمم.
ولكن مع أنهم خوش ناس لكني لا أتفق مع توجههم السياسي، وزيادة على ذلك أعتبر وصولهم للمجلس ضار بمصلحتي، ولا أقول مصلحة البلد لأن تشخيص مصلحة البلد ليس من اختصاصي.
أرجو أن يتقبل شباب حدس هذا الرأي وأن لا ينزعجوا كثيرا ان نصحنا الناس بعدم التصويت لهم!

Saturday 26 April 2008

ولي العهد في فرنسا

غادر فجر هذا اليوم ولي العهد حفظه الله متجها الى جمهورية فرنسا الصديقة لقضاء رحلته المدرسية السنوية بصحبة كوكبة من الزملاء والأصدقاء. يتضمن جدول الرحلة الصعود الى برج ايفل والذهاب الى ديزني بارس وغيرها من الأنشطة والمغامرات. رافقت سموه السلامة.


لمدة أربعة أيام سيبقى الريموت كنترول في يدي ولن تتحول قنوات التلفزيون الى انجليزية بشكل مفاجئ.
لمدة أربعة أيام لن أحتاج أن أكرر 16 مرة هذه الجملة (لا تعلب بالكرة داخل البيت)
لمدة أربعة أيام لن أضطر أن أقول (من صجك يعني مو شايفني حدي مشغول)، لأنه لن يفاجئني بالقول: (يبا ممكن أجيك ايميلي) وكأن الأخ المفتاح الانتخابي لاوباما
لمدة أربعة أيام لن يخرج بالدراجة الهوائية ويتركنا في حالة قلق حتى عودته.
لمدة أربعة سيعاني البيت من هدوء ممل.

سافر واستانس وخلينا نفكر فيك اهني!

Tuesday 22 April 2008

7ekoomah Qaweyyah

لايزال الدكتور عمران القراشي محجوز في مستشفى الأمراض العقلية والسبب ليس له علاقة بالحالة الصحية للدكتور عمران لأن الأطباء أكدوا سلامته العقلية، ولكن سبب وجوده في مستشفى الأمراض العقلية أن حكومتنا الرشيدة تريد اسكاته فتكون بذلك ليس فقط رشيدة بل قد قطعت الرشد.


كل ما أعرفه عن الدكتور عمران أنه ينوي ترشيح نفسه (الرابط) في الدائرة الأولى ولا أعرف كيف استطاع أن يزعج الحكومة بهذا الشكل، لكن مهما كان السبب هل يجوز أن تتصرف حكومتنا الرشيدة بهذا الشكل؟


حجز المريض في المستشفى يجب أن يكون لأسباب صحية فقط ولا يجوز أن يتم تشخيص الحالة المرضية من قبل رجال الشرطة، ليس تقليلا من مكانتهم ولا من أهميتهم في المجتمع ولكن لأن هذا من اختصاص الأطباء فقط.
لحكومتنا قوة خارقة لا تستخدم في تطبيق القانون ولكن في تجاوزه وفي مخالفة أحكام الدستور.

مقالات لها علاقة بالموضوع:

ديموقراطيتنا الخائفة.. وحسين مزيد المطيري.. ود.عمران القراشي!

... ما نبيهم!

Tuesday 15 April 2008

IQRAA


من أسباب هجران الكتب هو أننا لا نجد في قراءتها متعة، ليس لأن كتبنا مملة وليس لأننا نعاني من اختلال جيني يجعلنا لا نتذوق ما نقرأ، ولكن لأن خياراتنا محدودة، فالخيار الموجود هو مجموعة صغيرة من الكتب التي سمعنا عنها من خلال الأهل أو المعارف. قد نحاول أن نقرأ ما نصحنا به الاخرون واذا لم يعجبنا حكمنا بأن القراءة ليست لنا. من يقول أن القراءة مملة لم يحاول أن يبحث بين الكتب حتى يحصل على ما يجذبه. البعض قد يحكم على القراءة من خلال كتاب واحد فقط وقع بين يديه بالصدفة، أو من خلال مجموعة متشابهة من الكتب. وهذا لا يكفي لأن عالم الكتب متنوع وفيه ما يتلاءم مع كل ذوق ولكننا لم نحصل على الفرصة الكافية لكي نجد ما يعجبنا.


ناقشنا في الموضوع السابق الرواية ومدى فائدتها بالمقارنة مع الكتب الأخرى، وكانت هناك ردود وتعليقات قيمة قد أثرت الموضوع بالفعل. بعض الردود كانت تحمل الحذر مما يمكن أن تحتويه الروايات من مفاسد وانحراف في العقيدة. وهذه المخاوف لها ما يبررها ولكن اذا كان كلامنا موجه الى البالغين العاقلين، نتوقع أن يكون عندهم المقدرة على التمييز بين الخطأ والصواب وبين الحق والباطل. وكذلك يجب أن نعرف أن الرواية تعتمد على خيال الكاتب وليس دائما ما نقرأه فيها حقائق، ويجب أن نتعامل معها بحذر. من المهارات المتعلقة في القراءة هي: السرعة في قراءة النص، والمقدرة على فهمه، وكذلك أن تقرأ بعين الناقد بحيث تتفاعل مع ما تقرأ، تحلل فتوافق على أجزاء من الكتاب وتعترض على أجزاء أخرى، فلا تتحول الى مجرد وعاء يدخل به الغث والسمين. نعم بعض الكتاب يجري بحث كبير قبل الشروع بالكتابة، فعلى سبيل المثال في كتاب دان براون، شفرة دا فينشي، كانت الدقة متناهية في وصف كل الأماكن وكل الأشياء التي ذكرت في الرواية، ولكن هذا لا يعني أننا يجب أن نصدق كل ما يكتب.


أنا لم أدعو لقراءة الرواية ولكن كنت أهدف أن يعتبرها الناس خيار اخر للقراءة اذا لم يجدوا ما يجذبهم في الكتب الأخرى.

أما اذا كانت المشكلة هي ضيق الوقت فيمكنك أن تخصص عشرة دقائق قبل النوم للقراءة أو أن تضع كتاب في السيارة لكي تفتحه عندما تنتظر أحدا في الخارج، أو تنزله معك عندما تجد نفسك متجه الى مقهى وحيدا من غير أي أنيس أو صديق.

يبدو أن الوقت هو دائما المتهم الأول لكل مشاكلنا، البعض يشكو من ضيق الوقت للقيام بما يحب القيام به، والبعض الاخر يشتكي من الملل والفراغ القاتل بسبب أن الوقت لا يمر بالسرعة المطلوبة. أعترف أني ألوم الوقت أحيانا عندما أتأخر في انجاز الواجبات، ولكن عندما أكون صادق مع نفسي أكثر أعرف أن سبب التأخر في الانجاز أو عدم الانجاز هو عدم تنظيم الوقت بالشكل الصحيح وليس ضيق الوقت.


يكاد يكون هناك اجماع بين العرب على أن العرب لا يقرأون، الجميع يعرف هذه الحقيقة المرة ولكن لا يوجد اتفاق على كيفية حل هذه المشكلة، مع أني بدأت أشك أن العرب يعتبرون عدم القراءة مشكلة.

يا جماعة الحل الوحيد لهذه المشكلة هو أن نبدأ بالقراءة على الفور.

---------------------


سؤال خارج الموضوع: في أي اتجاه يسير هذا الباص؟






Saturday 12 April 2008

Novels in the Arab World

علاقة عداء مع الرواية



يرى الكثير ممن صادفتهم وناقشتهم من الأخوة العرب أن قراءة الكتب الروائية مضيعة للوقت، فمن يمسك رواية يعتبرونه فاضي ومن يمسك كتاب ديني أو سياسي فهذا مثقف ولا غبار عليه.


في رأيي المتواضع الكتاب الروائي يبقى كتاب وفي نظري لا يقل أهمية عن أي كتاب اخر، قد لا يجذب الجميع لكن هذا لا يقلل من أهميته في عالم الثقافة والأدب. ينقسم الانتاج الأدبي عادة الى رواية، ومسرحية، وقصة قصيرة، وشعر ونثر، وتعتبر الرواية الأكبر من حيث الحجم. وفي الأدب الانجليزي تعتبر الرواية هي أهم انتاج أدبي، فهذه أفلام هوليوود تعتمد على الرواية، وأكثر من ذلك فاذا أراد أحدهم هناك أن يطرح فكرة جديدة ما عليه الا أن يضمنها في رواية وسيجد التفاعل من قبل العامة بسرعة لا يمكن تصورها.


أن للرواية أهمية ليس من الجانب الأدبي وحسب، فهي تلعب دور لا يمكن تجاهله في تنمية الجانب الثقافي لدى القارئ، ولكنها أيضا تساهم في ازدهار المعرفة الانسانية من خلال توثيق انتاج الأديب في حقبة زمنية محددة وكذلك دراسة وتحليل نظرة الكاتب أو الأديب لتلك الحقبة.


من يعترض على قراءة الكتب الروائية بحجة أنها مضيعة للوقت يخفى عليه أن بعض الكتاب يحاولون ايصال رسالة معينة الى القارئ قد تحمل في طياتها بعض المعاني الانسانية الجميلة. قبل يومين انتهيت من قراءة رواية خالد حسيني الأخيرة ، ورغم أن الرواية ركزت على 3 شخصيات وعلى معاناتهم على مدى 3 حروب مرت على أفغانستان الا أنني تعلمت الكثير عن هذا البلد المنكوب جعلتني أتعاطف مع هذا الشعب الذي كثيرا ما ظهرت مآسيه على شاشات التلفزيون ولكن في حياتي لا أتذكر أني تفاعلت مع هذه المشاهد مثل ما حصل الان بسبب هذا الكتاب.


أنا لا أدعي أن كل الكتب تحمل رسالة مفيدة لكن حتى الروايات الكلاسيكية التي لا تتعدى عن مجرد وصف لحياة مجموعة من الشخصيات الغير واقعية تكون ذات قيمة وفائدة اذا استطاعت جذب القارئ وجعلته يستمتع بها. في رأيي يعتبر الكتاب ناجح اذا تمكن كاتبه باصلاح العلاقة بين القارئ وبين الكتاب، فبعد الجفاء الطويل والعداء بين المواطن العربي وبين الكتاب يجب على النقاد التخفيف من حدة نقدهم وأن يكتفوا بمدى انجذاب الناس للكتاب كمقياس وحيد للنجاح. لأن بازدياد عدد القراء سيزيد عدد الكتاب كنتيجة حتمية.
ان من يرى في قراءة الكتب مضيعة للوقت لا بد أنه غارق في العمل الجاد أو في طلب العلم أو في العبادة أو أن كل وقته مقسم بين كل هذه الأمور مجتمعة. لكن ليعلم هذا المعترض أن أغلب الناس عندهم وقت فراغ، قد يقضونه في أشياء أقل فائدة من الكتاب على سبيل المثال: من منا لا يتابع تمثيليات على شاشة التلفزيون أو يقضي جزء كبير من وقته في قراءة الصحف اليومية أو مطالعة المجلات أو متابعة المدونات.

Tuesday 8 April 2008

You’ll Never Walk Alone

I have nothing to say really. It’s time for no words. For no new posts. It’s when you have nothing to say, when you have nothing to write. It’s time to celebrate. It’s time to be proud of LIVERPOOL






Liverpool 4-2 Arsenal



You'll Never Walk Alone
When you walk through a storm
hold your head up high
And don't be afraid of the dark.
At the end of a storm is a golden sky
And the sweet silver song of a lark.
Walk on through the wind,
Walk on through the rain,
Tho' your dreams be tossed and blown.
Walk on, walk on with hope in your heart
And you'll never walk alone,
You'll never, ever walk alone.
Walk on, walk on with hope in your heart
And you'll never walk alone,
You'll never, ever walk alone.

Friday 4 April 2008

المساواة الحقيقية

يحيي الأمريكيين اليوم الذكرى الأربعين على اغتيال زعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج.

في تاريخ 28-8-1963 ألقى مارتن لوثر كنج في واشنطن خطبة على متظاهرين ضد التمييز العنصري، أشعل الحماس في صدورهم وصدور جيل كامل من الأمريكيين. كان تأثيرها كبير على البيض والسود على حد سواء، والى الان تدرس كلمته في المدارس لما تحمله من أهمية. كلمته التي أصبحت خالدة كان عنوانها عندي حلم

وأصبح مقطع من خطبته كالأغنية يردده الجميع والذي يقول فيه: حلمي أن يعيش أبنائي الأربعة يوما ما في وطن مقياس الأفضلية فيه شخصية الانسان وليس لون بشرته.

I have a dream that my four little children will one day live in a nation where they will not be judged by the color of their skin but by the content of their character.

مايكل لوثر كنج لم يكتفي لأن السود الأمريكيين في ذلك الوقت أفضل حال من أجدادهم قبل أن ينتهي عصر العبودية في الولايات المتحدة، ولم يكتفي لأن السود الأمريكيين بأفضل حال من أقرانهم الأفريقيين، بل طالب أن تكون هناك مساواة حقيقية بين السود والبيض.
اليوم يترشح أسود للرئاسة في الولايات المتحدة، ليس ترشيح احتجاجي أو لتسجيل موقف، انما ليطرح نفسه كمرشح حقيقي وينافس على الفوز، خطابه موجه للبيض وللسود ولكل الأمريكيين، ولقيادة أقوى دولة في العالم.
فهل تحقق حلم مارتن لوثر كنج اليوم بالفعل؟
رغم أن القوانين الأمريكية اليوم تحرم أي تمييز ضد أي انسان لمجرد انه أسود الا انك تجد هناك أسئلة عن العرق واللون عند تعبئأة طلب الوظيفة هناك. طبعا الهدف واضح من هذه الاسئلة وهي أن الشركة عليها معرفة أصول وأعراق الذين يتقدمون للحصول على وظائف لديها، وعليها كذلك تحديد نسبة الحاصلين على هذه الوظائف من الأقليات العرقية. لأن الشركات لا يكفيها الادعاء أنها وظفت البيض لأنهم أصحاب كفاءات، بل عليها في حالة عدم وجود كفاءات من السود تدريب ورفع كفاءاتهم حتى يكون باستطاعتهم اداء هذه الوظيفة. ومن هنا أتت فكرة التمييز الايجابي للسود أي اذا تقدم اثنان أحدهما أسود والاخر أبيض يجب قبول طلب الأسود فله الأولية لمجرد أنه أسود.
الخلاصة: المساواة لا تتحقق بالنوايا الحسنة فقط، بل يجب بذل جهود كبيرة وأحيانا تقديم تضحيات حتى تتحقق المساواة.



Thursday 3 April 2008

ولاء البدو للقبيلة

من تتبعي لموضوع الفرعيات وما جرى حولها من أحداث قرأت بعض المقالات وبعض التعليقات التي تلمح أو تصرح بأن ولاء البدو للقبيلة وليس للكويت. وقبل أن يصبح هذا الكلام شعار انتخابي يرفعه بعض المرشحين لاستعطاف الناس ولاثارة المخاوف عندهم من المرشح صاحب الخيمة في الجهة المقابلة، يجب علينا التدقيق في هذا الكلام ومدى صحته. هناك مقالات عديدة تتحدث عن مدى صحة هذا الكلام، وهناك العديد المقالات التي تتناول موضوع الولاء للقبيلة والانتماء الى الوطن وكل ما عليك هو اجراء بحث سريع في قوقل وستجد الاجابة على ما تريد. لهذا لن أتناول مدى صحة هذا الكلام من عدمه ولكن سأحاول أن أفهم لماذا يطلق البعض هذا الشعار هذه الأيام.
أعتقد أن من يردد هذه المقولة يريد أن يقول أن ابناء القبائل أقل وطنية منه ولذلك هو يستحق امتيازات أكبر. وهذا التفكير المنتشر بين الناس للاسف، ببساطة الكل يرى الوطن كالكيكة والكل يحاول أن يحصل على النصيب الأكبر منها. يتمنى من يردد هذا الشعار أن يحصل على فرصة أكبر من البدو عند التوظيف وعند الترقية وفي البعثات الدراسية وغيرها من فرص الحياة. وهناك من ذهب الى أبعد من ذلك فهو يريد من الحكومة أو الحكم عدم التعاون مع البدو وتقليل حصتهم من المناصب الوزارية، وكأنه يتمنى من هذه الطريقة في تشكيل حكومات المحاصصة المعتمدة على الانتماء بدل من الكفاءة أن تستمر الى الأبد.
لو افترضنا أن للبدو ولاء يتعارض مع الولاء للوطن، من يجب أن يلام على هذا؟ أعتقد أن من السذاجة أن نلوم الناس على طبيعتهم وعلى عاداتهم وتقاليدهم التي ورثوها. كان على الحكومة أن تبحث في هذه المشكلة وأن تسأل نفسها لمذا يتعارض هذا الولاء مع الولاء للوطن. لماذا لم تسعى الحكومة حتى تصبح القبيلة جزء من هوية الوطن، والولاء للقبيلة يصب في مصلحة الوطن، ولماذا لم تحول التنافس على المناصب، بدل أن تشجعه، الى تنافس على اكتساب المعرفة وعلى نشر نور العلم بين أبنائهم.

ماذا يعني ان كان ولاء البدو للقبيلة؟ ولماذا يخيفك؟

أنا لا أحلم بوطن يكون فيه الناس ملائكة ويكون فيه الولاء الأوحد للوطن ويردد الناس فيه النشيد الوطني خمس مرات كل يوم بعد أو قبل كل صلاة. ولا أحلم بوطن ينتخب فيه العازمي المطيري، والعتيبي العجمي، والسني الشيعي، والسلفي اللبرالي. لا أحلم بهذا لأن هذا الحلم لن يتحقق، فلن أضيع وقتي في حلم لن يتحقق حتى لو كان هذا الحلم جميل.
أنا أحلم بوطن يطبق فيه القانون، ولا يميز فيه بين البشر، ولا يظلم فيه الانسان، وتحترم فيه حقوقهم. أنا أحلم بوطن لا يتحيز فيه الوزير لأبناء قبيلته حتى وان كان ولائه لقبيلته، ليس لأنه ملاك ولكن لعلمه أن التمييز بين المواطنين يعاقب عليه القانون. أنا أحلم بوطن ينتخب فيه الناس الأفضل ليس لأنهم مثاليين ولكن لأنهم يعلمون أن صاحب الكفاءة سينفعهم في المجلس أكثر من صاحب المصلحة.
لو كان هناك مساوات حقيقية بين الناس كلهم وليس الكويتيين فقط، لما انصب الاهتمام الى هذا الحد على ولاء هذه القبيلة لمن وتلك الطائفة لمن. في بريطانيا لا أحد يهتم اذا رفع البريطانيين المنحدرين من أصول اسيوية أعلام باكستان في مباراة للكركت بين باكستان وانجلترا. ولا أحد يهتم اذا اختار كل السود مرشح أسود لأن الجميع يعلم أن حتى لو نجح هذا الأسود لن يتحيز لمن صوت له.

يكثر ترديد الشعارات الوطنية في البلدان الشيوعية والديكتاتورية أكثر من البلدان المتحضرة والمتقدمة! الوطن أهم من القبيلة والوطن أهم من الطائفة والوطن أهم من العائلة، كلها شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع.